بقلم/أحمد الشوادفى
لم تكن ليبيا بلداً مُصدِّراً لليد العاملة على خِلاف مَن هم حولها من جيرانها، لكنها كانت البلد الأوحد في تلك الرُقعة الفقيرة من القارّة السوداء، التي كانت تستقطب الآلاف إن لم أقل ملايين الأيادي العامِلة من كل الأقطار، وفي كل المجالات ، رغم شُحِّ بُنيتها التحتية وهشاشتها ، فمن كان يُلقِّب نفسه بالقائد معمّر، لم يُعمِّر ليبيا ، ولَم يترك أي بنية تحتية يترحّم المواطن الليبي من بعدها عليه ويذكره بها.
إسم القذافي كان دوماً يقترن بالخروج عن النُظم العامة والمألوفة واختراق القوانين الدولية والأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية أينما حلّ وارتحل ، لكنه كان مُهاباً
رغم تلقائيّته وبساطته وواقعياً رغم تظاهره بمظهر المُرتِجل في قراراته.
غداة سقوط معمّر القذافي في خريف 2011 تبخر حُلم الليبيين في الحصول على دولةٍ أفضل وواقعٍ أجمل ... طالما تم التسويق لهما طيلة مخاض الثورة الليبية.
استيقظ الليبيون على بقايا دولة تشرذمت وتهاوت بين حالمين ومُتطرّفين ومُتأدلجين وتجّار حروب وقطّاع طُرق و دول كبرى واقليمية ، أغرقت ليبيا في مستنقع من الفوضى والصراعات والعنف اللانهائى ، صحى الليبيون على أصوات الأسلحة الثقيلة وبالنزول المُتسارِع نحو الجحيم.
فمع رحيل القذافي رحلت هيبة ليبيا ووحدتها وقوّتها ورفاهية أبنائها وأمنهم وأمانهم ، فنُهبت خيراتها وشُرِّد شعبها في كل أنحاء المعمورة…..# باختصار رحلت الدولة في ليبيا.
واليوم بعد كل هذا أصبح بلد المليون حافِظ للقرآن لا يجد مسجداً آمناً يتعبّد فيه.
و تهاوى الدينار الليبي بعد أن كان يُزاحِم الدولار والفرنك والليرة والين والريال السعودي في قوّته واستقراره، ناهيك عن تطوّر التطرّف الجهادي الذي وجد ضالّته في الشرخ الكبير بين ورثة ثورة 2011، ومُقترحي أو بالأحرى مؤيّدي الحل العسكري على شاكِلة النموذج المصري.
لقد أدّى كل هذا التفكّك والصراعات في ليبيا إلى توتّر الهويات المحلية - والحضَرية والقبلية - التي كانت ولمدة طويلة تلعب دور الضامِن الأساسي للحماية وأيضاً مصدراً خفيّاً للتشرذُم.
-إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الجريدة وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
الهبوط البطئ إلى الجحيم الليبي |
لم تكن ليبيا بلداً مُصدِّراً لليد العاملة على خِلاف مَن هم حولها من جيرانها، لكنها كانت البلد الأوحد في تلك الرُقعة الفقيرة من القارّة السوداء، التي كانت تستقطب الآلاف إن لم أقل ملايين الأيادي العامِلة من كل الأقطار، وفي كل المجالات ، رغم شُحِّ بُنيتها التحتية وهشاشتها ، فمن كان يُلقِّب نفسه بالقائد معمّر، لم يُعمِّر ليبيا ، ولَم يترك أي بنية تحتية يترحّم المواطن الليبي من بعدها عليه ويذكره بها.
إسم القذافي كان دوماً يقترن بالخروج عن النُظم العامة والمألوفة واختراق القوانين الدولية والأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية أينما حلّ وارتحل ، لكنه كان مُهاباً
رغم تلقائيّته وبساطته وواقعياً رغم تظاهره بمظهر المُرتِجل في قراراته.
غداة سقوط معمّر القذافي في خريف 2011 تبخر حُلم الليبيين في الحصول على دولةٍ أفضل وواقعٍ أجمل ... طالما تم التسويق لهما طيلة مخاض الثورة الليبية.
استيقظ الليبيون على بقايا دولة تشرذمت وتهاوت بين حالمين ومُتطرّفين ومُتأدلجين وتجّار حروب وقطّاع طُرق و دول كبرى واقليمية ، أغرقت ليبيا في مستنقع من الفوضى والصراعات والعنف اللانهائى ، صحى الليبيون على أصوات الأسلحة الثقيلة وبالنزول المُتسارِع نحو الجحيم.
فمع رحيل القذافي رحلت هيبة ليبيا ووحدتها وقوّتها ورفاهية أبنائها وأمنهم وأمانهم ، فنُهبت خيراتها وشُرِّد شعبها في كل أنحاء المعمورة…..# باختصار رحلت الدولة في ليبيا.
واليوم بعد كل هذا أصبح بلد المليون حافِظ للقرآن لا يجد مسجداً آمناً يتعبّد فيه.
و تهاوى الدينار الليبي بعد أن كان يُزاحِم الدولار والفرنك والليرة والين والريال السعودي في قوّته واستقراره، ناهيك عن تطوّر التطرّف الجهادي الذي وجد ضالّته في الشرخ الكبير بين ورثة ثورة 2011، ومُقترحي أو بالأحرى مؤيّدي الحل العسكري على شاكِلة النموذج المصري.
لقد أدّى كل هذا التفكّك والصراعات في ليبيا إلى توتّر الهويات المحلية - والحضَرية والقبلية - التي كانت ولمدة طويلة تلعب دور الضامِن الأساسي للحماية وأيضاً مصدراً خفيّاً للتشرذُم.
-إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الجريدة وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً